السلام عليكم و رحمة الله و بركاته جحا و بائع الشواء :
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] كان جحا رجلا ظريفا يحب الدعابة و الفكاهة, و لكنه كان فقيرا لا يملك المال .
و من أجل ذلك كان جحا يأكل الخبز دون إدام في أكثر أحيانه لأنه لا يملك المال .
و كان جحا يعلم الأولاد القراءة و الكتابة في بيته و يأخذ أجر ذلك دراهم قليلة
لا تكاد تكفي لشراء حاجاته و حاجات أسرته .
و في أحد الأيام خرج جحا من بيته إلى سوق البلدة, و أخذ يمشي في السوق
و ينظر إلى البضائع التي يعرضها التجار و يتحسر لأنه لا يستطيع شراءها .
و مر جحا بأحد المطاعم في السوق, فوقف طويلا و هو يشم رائحة الشواء,
و يتمنى لو أنه كان يملك مالا كافيا ليأكل من هذا اللحم المشوي .
فكر جحا أن يغامر و يخرج الدراهم القليلة التي في جيبه و يشتري اللحم المشوي
و ينعم بأكله, و لكنه تذكر أنه إذا فعل ذلك لن يستطيع أن ينفق على نفسه
و أهله بقية الشهر! و فجأة خطرت له فكرة ذكية, فسار مسرعا لينفذها .
ذهب جحا إلى بائع الخبز, و اشترى منه رغيفا, ثم جاء بالرغيف ووضعه قرب الشواء
ليقتبس من رائحة الشواء وأثر الدخان,وصار يأكل الرغيف ويتخيل أنه مليء بالحم المشوي.
و لما أراد جحا أن ينصرف, جاء صاحب المطعم وطالبه بثمن الشواء,
فقال له جحا: ولكني لم آكل شيئا من شوائك, فكيف أدفع لك الثمن !
وأصر صاحب المطعم على أن يدفع جحا ثمن الشواء, لأنه استفاد من دخانه,وقال له:
إن هطا الدخان الذي استمتعت برائحته وطعمه مع الخبز لم يكن ليوجد لولا الفحم
و اللحم المشوي, و لذلك يجب أن تدفع لي ثمن ذلك .
و تطور الأمر واحتدم الشجار, فجاء صاحب الشرطة, واقتاد جحا وصاحب المطعم
إلى بيت الشرطة, ولما سمع منهما, قال صاحب الشرطة لجحا:يجب أن تدفع
له ثمن الفحم واللحم الذي أخرج الدخان الذي استمتعت به !
وهنا خطرت لجحا فكرة تخرجه من هذه الورطة, فأخرج درهما من جيبه, و قال
لصاحب المطعم كم تريد ثمن هذه الوجبة اللذيذة؟ فقال الرجل:أريد درهمين.
فأمسك جحا الدرهم وضرب به على الطاولة مرتين فأخرج صوت رنين,
وقال للرجل: هل سمعت صوت الدرهمين؛ اقبض ثمن وجبتك؟
استغرب صاحب الشرطة من ذلك وقال لجحا: ما هذا الذي تفعله, كيف يقبض
هذا الصوت؟ فقال جحا: هذا ثمن وجبته, إنه يقول إن الدخان لا يخرج إلا من
الشواء, وهذا الرنين من الدراهم لا يخرج إلا من الدراهم! واحدة بواحدة
جحا و بائع الشواء