الملك الصالح ايوب الى لويس التاسع ملك فرنسا ، هدية لفرنسا
هديةً
الى فرنسا وملوكها واباطرتها وحكوماتها السابقة والحاضرة واللاحقة ، هدية
من اسلامنا العزيز الى جبروتكم وقوتكم ، إن كل جبروتكم وقوتكم وتجرؤكم لا
يزن عند الله جناح بعوضة ، اليكم يا اعداء الامة
ستتوالى هدايا امتنا عليكم حتى لا يسع لكم مقاما عندنا
انظروا إلى عزة المسلم وقوة ثقته
بالله ، وعذرا لاخينا الحبيب امير البحار ومولانا السلطان بايزيد إن شابه
قلمي اقلامهم ، ولكن هذا من فضل ربي ثم عزةً ومجداً لهم
رسالة الملك الصالح أيوب إلى لويس التاسع ملك فرنسا في بداية الحملة الصليبية السابعة .
الدولة الأيوبية في عهد الملك الصالح أيوب
أما بعد فإنه وصل كتابك ، وأنت تهدد فيه بكثرة جيوشك وعدد أبطالك .
فنحن أرباب السيوف ، وما قتل منا قرن إلا جددناه ، ولا بغى علينا باغ إلا دمرناه .
لويس التاسع ملك فرنسا
فلو رأت عيناك - أيها المغرور - حد سيوفنا وعظم حروبنا ،
وفتحنا منكم الحصون والسواحل ، وإخرابنا منكم ديار الأواخر والأوائل ، لكان
لك أن على أناملك بالندم ، ولابد ان تزل بك القدم ، في يوم أوله لنا وآخره
عليك .
فهناك تسيء بك الظنون ، ( وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ) .
فإذا قرأت كتابي هذا ، فكن فيه على أول سورة النحل : ( أتى أمر الله فلا تستعجلوه ) ، وكن على آخر سورة ص : ( ولتعلمن نبأه بعد حين ) .
ونعود إلى قول الله تبارك وتعالى ، وهو أصدق القائلين : ( كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين) .
وإلى قول الحكماء : " إن الباغي له مصرع " وبغيك يصرعك ، وإلى البلاء يقلبك ، والسلام .
المصدر
المقريزي، السلوك لمعرفة دول الملوك، دار الكتب العلمية، بيروت 1997، 1/ 437-438