ثورة توتنهام حقيقة وليست أوهاملطالما كان توتنهام هوتسبر واحداً من الفرق المحترمة والعريقة في كرة قدم جزيرة الانجليز، ومع بداية الألفية الجديدة كان النادي الشمال لندني العريق دائما من الفرق الجيدة وإن لم يكن ينافس الأربعة الكبار، إلا أنه كان من أفضل الفرق ال -16 الباقية بالدوري ومنافس دائم على مراكز التأهل على كأس الاتحاد الأوروبي، وكان يبدو أن قدر ديوك الشمال هو البقاء على هذه الحال من المستوى الجيد ولكن بعيدا عن القمة والمنافسة على المقاعد المؤهلة لدوري أبطال أوروبا سواء مع مارتن يول ثم خواندي راموس حتى جاء الساحر هاري الذي قلب المعطيات ووضع لمسة ذهبية على الفريق جعلته يثور ويصبح مرشح دائم للمنافسة على الألقاب المحلية.
القدر كان له رأي آخر وحظوظ الفريق كانت على وشك التغير، فمن احلك ظلمات البداية الكارثية لموسم 2008-2009 كان سيبزغ فجر جديدة سيغير من مصير توتنهام ومن شكل الدوري الإنجليزي بشكل عام، فمع تدهور مستوى الفريق تحت قيادة خواندي راموس وتقهقره بعد ثماني جولات من بداية الموسم إلى المركز الأخير بنقطتين فقط، قامت إدارة النادي بما يمكن أن يعد كأحد أفضل القرارات التي اتخذت في السنوات الأخيرة بالبريميرليج حين تعاقدت مع المدرب المخضرم هاري ردناب، ليقود ثورة بصفوف الفريق جعلت الديوك وفي غضون ثلاث سنوات أحد المنافسين على لقب البرميرليج الغالي، وإعتبار النادي من الأجود في الدوري.
فترى ما هي أبرز العوامل والتكتيكات التي ساعدت ريدناب وجعلت من فريقه يقارع كبار الاندية الإنجليزية التي تمتلك ميزانيات أكبر من ميزانيته وجاذبية أكبر لنجوم اللعبة؟..سنستعرض معكم أهم تلك العوامل على النحو التالي:
أولاً: استغلال العروض القوية لبيع النجوم، قبل مجيء ريدناب قرر النادي بيع بيرباتوف وكين في صيف ال 2008 لمانشستر يونايتد وليفربول، بالإضافة للتعاقد مع الساحر الكرواتي "لوكا مودريتش" من دينامو زغرب، بتوصية من خواندي راموس، فكانت أهم أهم حساناته إلى جانب تتويجه برأسية وودجيت بلقب كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة.
ثانياً: تعامل ريدناب الرائع مع سوق الانتقالات: فهاري لا يتعجل أبدا على صفقاته، لا يغامر بمبالغ فلكية على نجوم غير مضمونة المستوى، كما لا يضع كل آماله وأمواله على لاعب واحد ولديه حاسة رائعة لقراءة سوق الانتقالات بتمعن وإختيار اللاعبين المناسبين لفريقه وبأفضل الأسعار، فصفقات كقدوم مودرش، جالاس،، فاندرفارت، فريدل ومؤخرا باركر كانت ضربات معلم للساحر.
ثالثاً: طريقة تعامل ريدناب مع اللاعبين، الساحر الإنجليزي لديه القدرة على التعامل النفسي مع لاعبيه وإستخراج الأفضل منهم، فهو يعرف بالضبط كيف يوظف لاعبيه بأفضل طريقة، فنقل بيل من الرواق الأيسر للدفاع إلى مركزه الحالي كظهير أيسر في المنتصف خير مثال على التوظيف الأمثل والإستفادة القصوى من اللاعبين، وكذلك تحرير مودريش من الواجبات الدفاعية التي كانت ملقاة على عاتقه أيام خواندي راموس وتفرغه لصناعة الألعاب مما زاد من فعالية النجم الكرواتي بشكل كبير، ومؤخراً تحرير أديبايور في الهجوم بعدم جعله رأس حربة صريح كما كان يفعل معه فينجر ثم مارك هيوز ومانشيني وحتى مورينيو، ما دفع اللاعب ليقول: "هاري ريدناب سبب تألقي الكبير مع توتنهام وسبب صناعتي للأهداف وتسجيلها بهذه الغزارة، أنا أشكره لأنه يتعامل معي بأسلوب نفسي لم أجده مع أي مدرب أخر".
رابعاً: افساح المجال أمام الشباب،، ريدناب بالإضافة إلى استقدامه للاعبين على مستوى عالي إلا أنه لم يغفل عن فتح المجال أمام الوجوه الشابة في النادي وضخهم بالثقة والخبرة ليثبتوا قيمتهم ويكونو إضافات مميزة وغير مكلفة، كأمثال لينون، ليفرمور، والكر وأيضا النجم الكبير بيل.
خامساً: قدرات ريدناب الفنية، فبالإضافة لكل النقاط التي ذكرتها، فريدناب مدرب محنك ويمتلك قراءة رائعة لتكتيكات الخصوم، ويتعامل بشكل مميز مع المتغيرات أثناء سير المباراة وتدخلاته الفنية غالبا ما تكون في مكانها ولها التأثير الإيجابي على أداء الفريق في أرض الملعب.
سادساً: تعثر الكبار التقليديين، مع كل الايجابيات التي ضخها ردناب وارتقائه بمستوى أداء توتنهام، إلا أنه لا يمكن إنكار أن تعثر الكبار التقليديين كان من العوامل المساعدة لوصول توتنهام إلى مرحلة المنافسة على اللقب حاليا، فشيلسي، ليفربول، ارسنال وحتى المانشستر يونايتد كلها فرق لا تمر بأجمل أيامها حاليا، طبعا هذا لا يقلل من قيمة توتنهام ولكن كما قلت سابقا يساعد على زيادة تألق الفريق.
هذه العوامل بالإضافة ربما لبعض التوفيق من الله عز وجل أراها ما ساهم بجعل ديوك لندن تصيح وبهذا الصوت العالي جدا في البرميرليغ. فهل لدى قراء جول.كوم أسباب أخرى لتضيفها على هذه اللائحة؟؟