ياسر
مشرف المنتديات الإسلامية
السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 25/01/2011 عدد المساهمات : 569
| موضوع: الرومانسية النبويّة ! السبت 25 فبراير 2012 - 3:24 | |
| الرومانسية النبويّة !
كثيرون هم أولئك الذين ينقبون عن مفاهيم الحب بين سطور الأساطير أو قصص الأفلام، بينما يغيب عن كل هؤلاء، أن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم هو أول من علمنا أصول الحب!
تحت راية الإسلام، رٌفِعت جميع الشعارات الدينية والاجتماعية والسياسية.. ليبقى الحب في الإسلام هو الشعار المنبوذ، فكم منا فكر أن يستحضر سنة النبي صلى الله عليه وسلم في حبه لزوجاته، مثلما يحاول تمثله في كل جوانب الحياة الأخرى؟!..
حرب لا تخلو من حب!
لم تستطع السيوف والدماء أن تنسي القائد (رغم كل مسئوليات ومشقة الحرب بما تحمله من هموم) الاهتمام بحبيبته، فعن أنس قال: "...خرجنا إلى المدينة (قادمين من خيبر) فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم يجلس عند بعيره، فيضع ركبته وتضع صفية رجلها على ركبتيه حتى تركب" (رواه البخاري)، فلم يخجل الرسول صلى الله عليه وسلم من أن يرى جنوده هذا المشهد، ومم يخجل أو ليست بحبيبته؟!
ويبدو أن هذه الغزوة لم تكن استثنائية؛ بل هو الحب نفسه في كل غزواته صلى الله عليه وسلم فوصل الأمر بإنسانية الرسول الكريم أن يدخل المسرة على عائشة رضي الله عنها في رجوعه من إحدى الغزوات، فيجعل القافلة تتقدم عنهم بحيث لا تراهم ثم يسابقها.. وليست مرة واحدة بل مرتين..
وبلغت رقته الشديدة مع زوجاته أنه يشفق عليهن حتى من إسراع الحادي في قيادة الإبل اللائي يركبنها، فعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في سفر وكان هناك غلام اسمه أنجشة يحدو بهن (أي ببعض أمهات المؤمنين وأم سليم) فاشتد بهن في السياق ( أي في الإسراع في سَوْق الإبل، فقال النبي " رويدك يا أنجشة سَوْقك بالقوارير".. (رواه البخاري)
حب بصوت عالي!
وعندما تتخافت الأصوات عند ذكر أسماء النساء وكأن اسم المرأة عورة يجب ستره، نجد رسولنا الكريم يجاهر بحبه لزوجاته أمام الجميع. فعن، عمرو بن العاص أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم: "أي الناس أحب إليك. قال: عائشة، فقلت من الرجال؟ قال: أبوها". (رواه البخاري) وعن زوجته السيدة صفية بنت حيي قالت: " أنها جاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوره في اعتكافه في المسجد في العشر الأواخر من رمضان، فتحدثت عنده ساعة، ثم قامت لتنصرف، فقام النبي (صلى الله عليه وسلم) معها يوصلها، حتى إذا بلغت المسجد عند باب أم سلمه مر رجلان من الأنصار فسلما على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهما: " على رسلكما، إنما هي صفية بنت حيي". (رواه البخاري)
وبسلوك الرجل يحكي لنا أنس أن جاراً فارسياً لرسول الله كان يجيد طبخ المرق، فصنع لرسول الله صلى الله عليه وسلم طبقاً ثم جاء يدعوه، فرفض رسول الله صلى الله عليه وسلم الدعوة مرتين؛ لأن جاره لم يدع معه عائشة للطعام، وهو ما فعله الجار في النهاية! خير الرومانسية!
وبغض النظر عن السعادة التي يتمتع بها أي إنسان في جوار رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن زوجات نبينا الكريم كن يتمتعن بسعادة زوجية تحسدهن عليها كل بنات حواء، فمن منا لا تتمنى أن تعيش بصحبة زوج يراعي حقوقها ويحافظ على مشاعرها أكثر من أي شيء، بل ويجعل من الاهتمام بالأهل والحنو عليهم وحبهم معيارا لخيرية الرجل " خيركم.. خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي صلى الله عليه وسلم ". (رواه الترمذي وابن ماجه)
وتحكي عائشة أنها كانت تغتسل مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في إناء واحد، فيبادرها وتبادره، حتى يقول لها دعي لي، وتقول له دع لي، وعنها قالت: " كنت أشرب وأنا حائض فأناوله النبي (صلى الله عليه وسلم) فيضع فاه على موضع فيّ (فمي)". (رواه مسلم والنسائي)
وعن ميمونة رضي الله عنها قالت: " كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يدخل على إحدانا وهي حائض فيضع رأسه في حجرها فيقرأ القرآن، ثم تقوم إحدانا بخمرته فتضعها في المسجد وهي حائض". (رواه أحمد)
وعلى كثرة عددهن كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) القائد والرسول يتفقد أحوالهن ويريد للود أن يقوى ويستمر فعن ابن عباس قال: "وكان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا صلى الصبح جلس في مصلاه وجلس الناس حوله حتى تطلع الشمس ثم يدخل على نسائه امرأة امرأة يسلم عليهن ويدعو لهن. فإذا كان يوم إحداهن كان عندها" فتح الباري، شرح صحيح البخاري
بيت النبوة
وفي عصر يبتعد عن الرفاهية ألاف السنين كان الرسول صلى الله عليه وسلم المحب خير معين لزوجاته.. فقد روي عن السيدة عائشة في أكثر من موضع أنه كان في خدمة أهل بيته. فقد سئلت عائشة ما كان النبي (صلى الله عليه وسلم) يصنع في بيته؟ قالت: كان يكون في مهنة أهله (أي خدمة أهله) (رواه البخاري). وفي حادثة أخرى أن عائشة سئلت ما كان رسول الله(صلى الله عليه وسلم) يعمل في بيته؟ قالت: " كان يخيط ثوبه ويخصف نعله ويعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم".
وظل محمد صلى الله عليه وسلم على وفائه للسيدة خديجة زوجته الأولى طوال حياتها، فلم يتزوج عليها قط حتى ماتت، وبعد موتها كان يجاهر بحبه لها أمام الجميع، وكان يبر صديقاتها إكراماً لذكراها، حتى أن السيدة عائشة رضي الله عنها كانت تقول: "ما غرت من أحد من نساء النبي ما غرت على خديجة، وما رأيتها ولكن كان النبي يكثر ذكرها، وربما ذبح الشاة ثم يقطعها أعضاء ثم يبعثها في صدائق خديجة، فربما قلت له : كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة، فيقول: إنها كانت وكانت، وكان لي منها ولد ". (رواه البخاري)
صلاة وسلاما عليك يا سيدي يا رسول الله يا قدوة المحبين، ويا أسوة الرومانسيين، فلنتأسَ بالنموذج الإنساني الأعظم في بيوتنا، ولنزرع أشجار الحب الوارفة في أروقة حياتنا العائلية لنجني ثمار السعادة الأسرية في دنيانا القصيرة العاجلة، وننعم بالسعادة الدائمة الخالدة في حياتنا الآجلة {جناتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ } الرعد23، {هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِؤُونَ } يس56 .. يا رب أسعد أمة محمد صلى الله عليه وسلمد. كامل حمدي عبد الكريم * | |
|
كيكاوي
المراقب العام
السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 22/12/2010 عدد المساهمات : 1467
| موضوع: رد: الرومانسية النبويّة ! الأربعاء 21 مارس 2012 - 13:09 | |
| بارك الله فيك أخي ياسر
وجزاك كل خير
| |
|