قصة هداية
ذهب شابان من المدينة المنورة إلى تركيا لأخذ راحتهما في شرب الخمر بعيداً عن أعين من يعرفهما من الناس!!
فلمَّا وصلا إلى
اسطنبول، اشتريا زجاجة من الخمر وركبا التاكسي، ثم ذهبا الي قريةٍ ريفيةٍ،
وسكنا بفندقٍ هناك؛ حتي لا يراهما أحد، وأثناء تسجيل معلوماتهما عند موظف
الاستقبال؛ سألهما الموظف قائلاً : من أين أنتما؟!
فأجابه أحدهما : من المدينة المنورة؛ فاستبشر موظف الاستقبال وأعطاهما جناحاً بدلاً من الغرفة إكراماً للنبي الكريم (صلى الله عليه وسلم) وحباً في أهل المدينة!!
سعد الشابان بهذه التوسعة في المقام، ومن شدة غفلتهما لم يلتفتا إلى سببها!! وللأسف سهرا طول الليل يشربان الخمر، فسكر أحدهما حتى أثمل، أما الثاني فشرب شُرباً خفيفاً وناما!!
وفي الساعة
الرابعة والنصف تفاجأى بمن يطرق عليهما الباب، فاستقيظ أحدهما وفتح الباب،
ونظر إلى الطارق بنصف عين من شدة النعاس؛ فإذا به موظف الاستقبال يقول له :
إن إمام مسجدنا حين علم أنكما قادمان من المدينة المنورة، وتبيتان عندنا
الليلة؛ رفض أن يصلي الفجر، وقال أنتما أولى بالإمامة!!
لذا فنحن ننتظركما الآن بالمسجد؛ كي يؤمُّنا أحدكما في الصلاة!!
صُدِمَ الشاب بالخبر، وسارع لإيقاظ صاحبه متسائلاً : هل تحفظ شيئاً من القرآن؟!
فرد عليه أنه لم يصلِ في حياته، وجلسا يفكران كيف المخرج من هذا المأزق؟!
فإذا بالباب يطرق مرة ثانيةً؛ والموظف يستعجلهما قائلاً : نحن ننتظركما بالمسجد بسرعة قبل بزوغ الفجر!!
يقول صاحب القصة، دخل كلٌ منَّا حمامه، واغتسل على الفور، ثم نزلنا الي المسجد، فاذا به ممتلئاً عن آخره، وكأنها صلاة جمعة!!
فتسابق الناس للسلام عليهما؛ وكأنهما من أئمة الحرم المكي!!
تقدم أحدهما للصلاة وأقدامه ترتعش من شدة هول الموقف؛ فلما كبَّر وقال : الحمد لله رب العالمين؛ بكى أهل المسجد وهم يتذكرون مسجد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول صاحبنا، فلم أشعر بنفسي إلا وكأن إعصاراً قد اجتاح نفسي؛ ليقتلع كل ما فيها من درن المعصية، فبكيت والله معهم!!
وقد أنهيت الصلاة بقراءة الفاتحة والاخلاص في الركعتين الأولى والثانية، وأيم الله لا أحفظ غيرها!!
وبعد الصلاة انكب المصلون يسلمون عليَّ ويقبلونني!! فلا أدري كيف انتزعنا الله بهذا الموقف الغير متوقع من براثن عفن المعصية التي كنَّا نغوص فيها؛ إلى هذا الموقف الذي كان بحق كفيلاً بهداينا سوياً!!
هذه بالفعل رحمة الله يهبها من يشاء!! وأبشركم أن صاحبي قد صار بفضل الله من الداعاة المميزين.
قال تعالى : (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا، هو خير مما يجمعون)
تعليق على القصة :
نسأل الله أن يثبتنا وإياهم على الحق حتى نلقاه وهو راضٍ عنَّا . . اللهم آمين