السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمــــــن الرحيم :
رغم قيمتها التاريخية ..القصبات المغربية في خطر نتيجة للاهمال : على الرغم من الأهمية والقيمة التاريخية والمعمارية التي تتميز بها، تسبب نقص الاستثمار فيما مجال الاقتصاد الثقافي والتراث التاريخي في تدهور حالة الكثير من القصبات المغربية، التي باتت تعاني الاهمال، بخلاف عوامل أخرى مثل المناخ وبعض الممارسات الخاطئة.
والقصبات هي أحد أشكال البنايات الحصينة التي تشبه القلعة والتي كانت منتشرة خلال فترة حكم العرب للأندلس داخل إسبانيا وبمنطقة المغرب.
وعلى سبيل المثال فإنه في القصبة الخاصة بمدينة أزمور الساحلية، والتي استعمرها البرتغاليون في 1513 ، يمكن ان تجد المدافع الخاصة بتلك الفترة ملقاة الآن في الأرض ومحاطة بالقمامة.
ومن ضمن الأمثلة الأخرى قصبة بلعوان الشهيرة بأشجار الكرم التي تحيطها على الرغم من كونها من ضمن 76 حصنا شيدها السلطان مولاي إسماعيل في القرن السابع عشر.
وقال رئيس قسم التراث بوزارة الثقافة المغربية لـ(إفي) عبد الله صالح:"القصبات مثل تلك الخاص ببلعوان تحتاج إلى الكثير من الأموال لاصلاحها، ولكن لا تقدر الوزارة على مواجهة هذه النفقات وحدها، وبالمغرب لا توجد استثمارات خاصة في الاقتصاد الثقافي".
وأشار صالح إلى أنه من ضمن العوامل الأخرى التي تعرقل هذه العملية هي انه في بعض الحالات تحولت هذه القصبات إلى "مسكن" لبعض العائلات، مما يعني انه في حالة اتخاذ قرار بهذا الشأن، فيجب توفير سكن آخر لهم.
وأضاف صالح: "حينما يتوافر التمويل سيتم انقاذ الآثار الكبرى، وسيصبح لها دور ثقافي وسيكون لهذا الأمر أثره الاقتصادي والاجتماعي".
وتعتبر قصبة المهدية على بعد 30 كلم من الرباط مثال اخر على الاهمال، ولكن في نفس الوقت فإن هناك جهودا بذلت لانقاذها، حيث ظل هذا الحصن دون أي عناية لمدة عقود، مليئا بالمخلفات والفضلات، وحتى أعمال الاصلاح للقصر الموجود هناك من الممكن أن تساهم في تفهم الروعة التي كان عليها في يوم من الأيام.
وكانت قصبة المهدية تعرضت خلال الحرب العالمية الثانية عام 1942 لأضرار كبيرة لدى وصول الأمريكيين، الذين يمولون بنفسهم حاليا بجانب ادارة التراث الثقافي المغربي أعمال الاصلاح الجزئي لقصر دار المخزن الذي شيده السلطان إسماعيل بوسط الحصن.
وتحذر جمعية المعهد القومي لعلوم الآثار والتراث التي تتولى مسئولية العملية من أن "الحالة العامة للمكان بسبب الاهمال الذي تعرضت له لمدة عقود"، مشيرة إلى أن الاصلاح سيكون صعبا للغاية، وإن كان الهدف الرئيسي بعدها سيكون جعلها مركزا للأنشطة الثقافية.
المصدر : " موقع هيسبريس "