فارس الاقصى
عضو نشيط
السٌّمعَة : 11 تاريخ التسجيل : 16/02/2012 عدد المساهمات : 262
| موضوع: بِدَايَتِيْ مَعَ المُحَدِّثِ الشَّيْخِ : ( أَبِيْ إِسْحَاقٍ الحِوَيْنِيِّ ) ـ سَلَّمَهُ اللهُ ـ الأربعاء 27 يونيو 2012 - 21:56 | |
| الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد الأمين ، وعلى آله وأصحابه أجمعين ، وبعد : إن لك إنسانٍ إنسانٌ ـ أو أكثر ـ أثَّرَ في حياته ـ ( سواء الدينية أم الدنيوية ) ـ ، وقد ينعكس ـ هذا التأثر ـ على سلوكياته الخاصة والعامة ! ، وقد يتعدى هذا السلوك لغيره ، وما إنعكس هذا التأثر ؛ إلا بسبب ( الحب ) لهذا الإنســـان ! ، وأنا ـ شخصياً ـ قد تأثرت ـ كغيري ـ بـ ( كثــيرين )!! ، ممن ( حَسُنَت سيرتُهم ) ، و ( جَمُلَت أخــلاقُهم ) ، و ( حَسُنَ سَمْتُهم ) ، و ( فاضَ علمُهم ) ، و ( رُفِعَ قَدرُهم ) ، ومن هؤلاء ـ المذكورة صفاتهم آنفاً ـ ؛ فضيلة الشيخ العلامة المحدث : ( أَبِيْ إِسْحَاقٍ الحِوَيْنِيِّ ) ـ سَلَّمَهُ اللهُ ـ ، فقد أحببت هذا الشيخ حباً جماً ، وله عليَّ ـ بعد اللهِ ـ فضلٌ وجميلٌ لا أنساهُ ـ ما حييت ـ ، وكما صحَّ في الحديث أن النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ قــال : ( من لا يشـكر الناس ؛ لا يشـكر الله ) ! ، لذا ؛ فإني سأسوق قصة بدايتي مع الشيخ ، مع العلم أني لم ألتقِ به لقاءاً ( مباشراً ) ـ البتةً ! ـ وأن تمني لقاءه كاد يقتلني !! ، ولا أقطع الأمل في ذلك ... والآن مع قصة بدايتي مع الشيخ ـ حفظه الله ـ : بدأت قصة البداية ـ تقريباً ـ في نهاية العام ( 1999 ) م على الـ ( 2000 ) م ـ فيما أذكر ـ ، وكنت ـ حيـنها ـ أَدْرُسُ في ( الجامعة الإسلامية ) في بغداد ، وكنت في المرحلة ( الأولى ) ، وكان في الحي الذي أسكن فيه رجل ( مصري ) طيب جداً ، وصاحبَ خلقٍ رفيعٍ يدعى ( أبا حمزة ) ، وكانت تربطني به علاقة قوية ، وكان يملك أشرطة ( كثيرة ) لمشايخ أرض مهبط الوحي ( المملكة العربية السعودية ) ، ولمشايخ أرض الكنانة ( مصر ) ، وكنت أذهب إليه كل فترة لآخذ منه مجموعة من الأشرطة المتنوعة ، ثم أقوم بسماعها ، وتفريغها تفريغاً شبهَ حَرفيٍّ في مُدونة خاصة عندي ، ثم أن أعطي هذه الأشرطة لبعض الأخوة ؛ ليَسمعوها ـ هم ـ ، ويُسمعوها ـ غيرهم ـ ، ثم أرجعها له بعد فترة ، وفي ذات يوم أعطاني شريطاً لفضيلةِ الشيخ ( أَبِيْ إِسْحَاقٍ الحِوَيْنِيِّ ) ـ سَلَّمَهُ اللهُ ـ وكان تحت عنوان : ( بين الغربة والتمكـين ) ! ، فقــلت له : ( هذا الشيخ لم أسمع به من قبل ) !! ؛ فقال ـ متعجباً مبتسماً ـ : ( خذه وإسمعه ، وستأنس به ـ كثيراً ـ ) ، فذهبت إلى البيت ، وبدأت أسمع الدرس .. وأسمع .. وأسمع .. ثم أنهيت السماع ، ولكني ـ حقيقةً ـ ( صُدِمْتُ ) !! ، و ( لم أفهم من الكلام إلا الشيء اليسير ) !! ؛ إذ لم أستطع أن أهضم أسلوب الشيــخ في الطرح ! ؛ فأسلوبه في عـــرض الموضـوع ( عالٍ ) ـ جداً ـ ، ومغاير ـ ( كثيراً ) ـ لأسلوب المشايخ الذين أسمعهم ! ، فمن أساليب الشيخ ـ سلَّمه الله ـ أنه يحاول أن يثري موضوعه بِكَمٍّ كبير من المعلومات الهامة ، ويبدأ يُفصِّل ويُفصِّل ، حتى يخرج عن الموضوع ( كثيراً ) ، ثم يعود بعدها لأصل الموضوع ، جامعاً شتاته بأسلوب جذاب ، ومستوى من الإتقان لم أرَ ولم أسمع به من قبل ، وهذا مما دعاني ـ حقـيقةً ـ لأن أتفاجأ منه !! ، ثم ذهبت لصاحبي ( المصري ) وقلت له : ( أسعفني بغيره ) ! ـ وعذراً من الشيخ ـ ، فقال ـ متعجباً مستغرباً ـ وكأنه عرف السبب !! ـ : ( ولمَ ) ؟! ، فقلتُ له : ( لم أستطع إدراكَ أغلب كلامه ؛ فأسلوبه صعبٌ على أمثالي ) !! ، فقال لي ـ ضاحكاً ـ : ( لا بأس .. إسمع كلامي ، وحاول سماعه بإستمرار ، وهذا الإستمرار سيُعينك على تألُفِ أسلوبه ، ومن ثَمَّ ؛ تستفيد منه ) ! ، فقلتُ : ( لنرى ) ! ؛ فأعــطاني شريطاً ـ آخر ـ تحت عــــنوان : ( عزاءٌ للغرباء ) ، أو ( عـزاءُ الغرباء ) ، فبدأت أسمعه بتأنٍ ـ ( مُتأني ) ! ـ وحاولت إستجماع فكري وعقــلي لأستوعب ( إستطرادات ) الشيـــخ و ( إستنباطاته ) ، و ( تجواله في سماء المعاني ) ، و ( غــوصه ؛ لإستخراج الدرر الغوالي ) ، فأحسست ـ حينها ـ بأني بدأت مرحلة جديدة من حياتي ، وبدأت أكتب ما يقوله الشيخ من ( النفــائس ) و ( الدرر ) وأدونها في كُرَّاسي الخاص ، وقذف الله في قلبي حب هذا الشيخ وأسلوبه ( الخاص ) = ( الممتع ) !! ، وما ذاك بغريب ! ؛ إذ أني أظن أن الله ـ تعالى ـ قد أستجاب دعوة الشيخ التي كان يدعو بها ( كثيراً ) وهي قوله : ( اللهم إجعل لي في قلوب عبادك وُدَّاً ) ! ، فقد أحبه القاصي والداني ، وأحبه حتى ( بعض ) المخالفين له من غير أن يشعروا بذلك !! . وذهبت لصاحبي ـ ثانيةً ـ ، وقلت له : ( هات ما عندك لهذا الشيخ ) ! ، فأعطاني ( الكثير ) من هذا الأشرطة الخاصـــة بالشيخ ، وقد ( عشقت ) أسلوبه في الطرح الذي قلما يجيده أحدٌ سواه ، ولا يُحس بمتعة هذا الأسلوب إلا من أدمن السماع للشيخ ! ، ومن ثمرات حبي لهذا الشيخ أنه بان ذلك على كلامي وتصرفاتي وطريقة طرحي للمواضيع وكيفية النقاش حولها ، وكل ذلك من دون تعمد مني ، وإنما هي كثرة السماع والقراءة هي من أثمرت كل هذا ، وكما قيل : ( من أكثر من شيءٍ ؛ عُرِفَ به ) ، ومنذ ذلك الوقت ـ وإلى الآن ـ أنا أسمع له وأقرأ له ، ولا تكاد تفوتني محاضرة من محاضراته على ( الإنترنـت ) ولا على ( شـــاشة التلــفاز ) ، وجمــعت له جُلَّ ( دورســه ) ، و ( محاضـــراته ) ، و ( خطبه ) ! ـ إن لم أقــل ( كلَّها ) ! ـ ، ولا زلت متابعاً لجديده ، مترقباً لأخباره ، مشاركاً له ـ بقلبي ـ لأفراحه وأحزانه ، وداعياً له بظهر الغيب بما يسرني أن أدعو به لنفسي ، ولم يَغِبْ عني ـ أبداً ـ ( شخصه ) ، وما مرضه الأخير ، وبتر ساقه إلا خبرٌ أقضَّ مضجعي ، وأحزنَ قلبي ، وأسال دمع عيني ، ودعوت له ـ كما دعا له الأحـباب ـ أن يلهمه ( الصــبر ) ـ على ذلك ـ ، ثم ـ بعدها ـ ( الرضا ) ، ثم ـ أعلاها ـ ( الشكر ) ، وأن يعوضه خيراً مما فقد ، فلتحمد الله ـ شيخنا أبا إسحاق ـ على نعمة ( القلب الصابر ) ، و ( اللسان الذاكر ) ، وكفى بهما نعمة . ثم أني أقول للشيخ : أنت صاحبَ جميلٍ وفضلٍ عليَّ ـ بعد الله ـ ، ولمْ ـ ولنْ ! ـ أنسَ هذا الجميل والفضل ما مشى بعرقي دمٌ ، وكيف أنسى ذلك ، وأنت ـ كغيرك ـ من فتقت ألسنتنا على ( التوحيدِ والسُنَّةِ والإتباعِ ) ؟! ، وكيف أنسى ذلك ، وأنت ـ كغيرك ـ من علمنا كيف نكون ( رجالاً ـ بحق ـ لنحرس الحـــدود ) ؟! ، وكيف أنـسى ذلك ، وأنــت ـ كغيرك ـ من حَبَّبَ ( العلم ) لنا ؟! ، ولا يُنكِرُ فضلك إلا جاحدٌ أو مكابرٌ أو غير ذلك . ثم أني أود أن أسوق لك ـ شيخنا ـ رؤيا رأيتها في منامي ، وكنت قد قصصتها لإبنك ـ الموفق ـ ( حاتم ) وقـلت له : ( أخبر بها الشيخ وقُصَّها عليه ) ، وهي أنني رأيت ـ فيما يرى الرائي ـ : ( أنني جالس في المسجد الذي تُدَرِّسُ فيه أنت ، وكان الطلاب ـ بالمئات ـ ينتظرون خروجك للدرس ، وكان مكاني في الصفوف الأخيرة وكنتُ متشوقاً لرؤيتك فضلا عن سماع كلامك ، وفجأة خرجتَ إلينا وقد بدت عليك علامات المرض الشديدة ، وتُهادى بين رجلين لم أعرفهما أنا ، وتقدما بك إلى كرسيِّكَ ، وأجلسوك وأنت متعب مجهَد ، ولم تُعطِ درسك المعتاد ، وإنما أكتفيت بتصفح الوجوه ، مع إبتسامتك الجميلة للجميع ، وهم بين باكٍ ـ عليك ـ ومشفقٍ ، ومنهم من يتحين الفرصة ليأتيك ويسلم عليك ، ثم صوبت النظر إليَّ وأشرت بيدك إليَّ ـ من دونهم ـ أن ( تَعالَ إليَّ وأُدنو مِنِّي ) ؛ فكاد عقلي يطيش ، ولم تسعفني قدماي ، وأجهشت بالبكاء ، فتمالكت نفسي وسرت نحوك بخطىً متعثرة ، حتى إذا وصلت إليك ؛ عانقتني وقبلتني ، وقلــت لي : ( إني أحبك في الله ) ، ثم إستأذنت وتركت المجلس ، وأجهش الناس بالبكاء ـ وأنا منهم ـ إشفاقا عليك ) إ . هـ . شيخنا ـ أبا إسحاق ـ : كم تمنيت أن ألتقي بك ـ يوماً ما ـ ؛ لأتعلم من سَمْتِكَ وهَدْيكَ ودلِّك قبل عِلمكَ ! ، ولا زلت متأملاً ذلك ولا أقطع الأمل حتى ينقطع مني النفس ، ولا أكتفي برؤيتك في ( التلفاز ) أو ( الإنترنت ) ـ أبداً ـ ! ، ولا زلتُ أتأملُ قولَ الشاعرِ القائلِ : لَئِنْ لَمْ نَلْتَقِيْ فِيْ الأَرْضِ يَوْمَاً وَفَرَّقَ بَيْنَنَا كَـــأْسُ المَنُوْنِ فَمَوْعِدُنَا غَدَاً فِيْ دَارِ خُلْـــدٍ بِهَا يَحْيَا الحَنُوْنُ مَـعَ الحَنُوْنِ قلتُ : ( بإذن الله ) شيخنا ـ أبا إسحاق ـ : أرجو منك ـ رجاء مُحبٍ ـ أن لا تنساني من دعوة لي بظهر الغيب بأن ( يستعملني الله ـ تعالى ـ في طاعته ، ويـرزقني حُسنَ الخاتمة ، ويدخلني الجنة بلا سابقة حساب ولا عذاب ) . وأقول ـ ختاماً ـ داعياً : اللهم إشف عبدك ( أبا إسحاق الحويني ) شفاءاً لا يغادر سقماً .. اللهم إجعله هادياً مهدياً .. ولا تفتنه في الدنيا ولا في الآخرة .. اللهم أقر عينيه بأهله وذريته .. ووفقهم ـ جميعاً ـ لما تحب وترضى .. اللهم إرزقه حُسن الخاتمة .. وبيض وجهه يوم تبيض الوجوه وتسود الوجوه .. اللهم أُحشره مع النبيين والصديقين والشهداء وحَسُنَ أؤلئك رفيقا .. اللهم إرزقه لذة النظر إلى وجهك الكريم من غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة .. اللهم آمين .. اللهم آمين .. اللهم آمين .. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد الأمين ، وعلى آله وأصحابه أجمعين ... وكتبها : أخوك ومحبك ـ في الله ـ : ( أبو عبد الرحمن الأثري العراقي ) مساء يوم السبت ( 2 / شعبان / 1433 ) هـ ـ الموافق لـ ( 23 /حزيران / 2012 ) م | |
|
كيكاوي
المراقب العام
السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 22/12/2010 عدد المساهمات : 1467
| موضوع: رد: بِدَايَتِيْ مَعَ المُحَدِّثِ الشَّيْخِ : ( أَبِيْ إِسْحَاقٍ الحِوَيْنِيِّ ) ـ سَلَّمَهُ اللهُ ـ الخميس 28 يونيو 2012 - 14:01 | |
|
بارك الله فيك أخي الفاضل
وجزاك ألف ألف خير
| |
|