توضيح حول بناء المسجد من طرف المرأة التركية

توضيح حول بناء المسجد من طرف المرأة التركية

---

السلام عليكم ورحمة الله تعالى و براكته

اليكم نبذة عن المسجد الذي بنته المرأة التركية






دخلت
امرأة تركية التاريخ، بعدما تولت الإشراف على تصميم مسجد في مدينة
إسطنبول، لتكون أول امرأة تخترق مناطق كانت حتى فترة قريبة حكرًا على
الرجال. وقد جاء وصول السيدة زينب فضيللي أوغلو إلى العالمية، بعد
نجاحاتها السابقة في تصميم فنادق ومطاعم وفيلات في أوروبا والهند والشرق
الأوسط. وعن تجربتها الجديدة تقول زينب فضيللي أوغلو -لبرنامج صباح الخير
يا عرب يوم السبت 16 مايو/أيار 2009-: "كانت فرصة حياتي حين بلغت بعرض
بناء المسجد، أردت من خلال عملي هذا أن أؤكد أن المرأة قادرة على القيام
بكل ما يمكن أن يقوم به الرجل، ولتوضيح آراء خاطئة عن الإسلام بأنه لا
يسمح للنساء بالحصول على حقوق متساوية". وقد حرصت مصممة المسجد الذي يتسع
لقرابة 650 مصل -بين باحته الداخلية وفنائه الخارجي- على وضع لمساتها
الخاصة؛ حيث أرادت من لمساتها الأنثوية الخاصة أن تقدم رؤية مختلفة للمسجد
دون أن تمس بهويته، التي تتضح من قبته الضخمة ومئذنتيه وزخارفه على القطع
المعدنية والزجاج. وهو ما يعلق عليه كعان تيبه -المهندس التنفيذي لمسجد
شاكر بالقول-: "قدمنا تفاصيل كل خطوة في البناء إلى علماء مسلمين ومؤرخين
بهدف منع حدوث أي دلالات خاطئة، وحاولنا أن يكون كل ما فيه معاصراً، دون
مبالغة". أما فاتح كيشغون -المهندس التنفيذي لمسجد شاكر، فيضيف بعدا آخر-
بالقول: "وضعت زينب رؤية مختلفة لبناء المسجد، فاهتمت أكثر بالناحية
الجمالية وبانطباع الناس، ومزجت بتصاميمها ثقافات مختلفة توزعت بين
الفارسية والهندية والسلجوقية والعثمانية والأوروبية المعاصرة". الأمر
اللافت للنظر أن المرأة حظيت بمكان للصلاة داخل المسجد مثل الرجل تماما،
وهو ما تعلق عليه يوكسال بهليل -المهندسة المعمارية ووالدة زينب-: "يتحتم
على النساء في كثير من المساجد الدخول من باب خلفي، لكن زينب ارتأت أن
يدخلن من الباب نفسه، مع إبقاء حدود بين قسمي الرجال والنساء في المسجد؛
لأن القيود موجودة أساسًا في العقول. فالأمر المنصوص عليه في بناء المساجد
هو اتجاه القبلة، لكن هناك من يخلط بين التقاليد وأصول الدين". تصميم
المسجد حرصت مصممة المسجد -الذي تولت الإنفاق عليه عائلة شاكر السعودية-
على المزج بين التراث الإسلامي العريق وبين الرؤية الجمالية، ومن ثم فإن
المسجد يتجلي للناظر من بعيد من خلال قبته الضخمة ومئذنتيه والنافورة في
وسط الباحة والثريا الضخمة المؤلفة من آلاف الشرائح الكريستالية في داخله،
إلى جانب تضافر المعدن والزجاج ونقش آيات قرآنية عليه. وفي هذا الإطار
تقول زينب فضيللي أوغلو-: "لا نريد أنا وزملائي المهندسين أن ينظر الناس
إلى المسجد كعمل فني، أو أن يرفضوا المكان، نريدهم أن يشعروا بأنهم جزء من
المكان وبأنه مكانهم الخاص، فأنا أهتم كثيرًا بانطباع عامة الناس".
وأخيرا فإن التحفة المعمارية الجديدة –حسب ما ذهبت زينب فضيللي- جاءت نتاج
الجمهورية التركية العلمانية التي أعطت حقوقًا متساوية للرجال والنساء.
مضيفة أن بناء المسجد لم يكن بهدف إعادة تعريف الإسلام، ولكنها ليست أكثر
من خطوة تهدف إلى جعل مدينة إسطنبول سباقة ورائدة في الخطى نحو الأمام.

اتمنى ان اكون افدتكم

تحياتي العطرة