يقول الله تعالى :
(( طه ما انزلنا عليك القرأن لتشقى )) 1-2 طه
ويقول جل شأنه :
(( يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ))185 البقرة
وعن عائشة رضى الله عنها قالت ان النبى دخل عليها وعندها امرأة
قال : من هذه ؟
قالت : هذه فلانه نذكر من صلاتها
قال : مه عليكم بما تطيقون فوالله لا يمل الله حتى تملوا وكان احب الدين اليه ما داوم صاحبه عليه --متفق عليه
ومعنى -- مه --النهى والزجر
ومعنى لايمل الله -- اى لايقطع ثوابه عنكم جزاء اعمالكم
وعن انس رضى الله عنه قال :
جاء ثلاث رهط الى بيوت ازواج النبى صلى الله عليه وسلم يسألون عن عبادة النبى صلى الله عليه وسلم فلما اخبوا كأنهم تقالوها وقالوا :
اين نحن من النبى صلى الله عليه وسلم وقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر
قال احدهم : اما انا فأصلى الليل ابدا"
وقال الاخر : وانا اصوم الدهر ابدا" ولا افطر
وقال الاخر : وانا اعتزل النساء فلا اتزوج ابدا"
فجاء
رسول الله صلى الله عليه وسلم اليهم فقال : انتم اللذين قلتم كذا وكذا اما
والله انى لأخشاكم الله واتقاكم له ولكنى اصوم وافطر واصلى وارقد واتزوج
النساء فمن رغب عن سنتى فليس منى ---متفق عليه
وعن ابن مسعود رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
هلك المتنطعون -- قالها ثلاث
رواه مسلم
والمتنطعون هم المتشددون المتعمقون فى غير موضع التشدد
وعن ابى هريرة رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم :
ان الدين يسر ولن يشاد الدين احدا" الا غلبه فسددوا وقاربوا وابشروا واستعينوا بالغدوة والروحة وشىء من الدلجة --رواه البخارى
والغدوة تعنى سير اول النهار
والروحة تعنى سير اخر النهار
والدلجة تعنى اخر الليل
ويعنى
الحديث الشريف ان نستعين على طاعة الله بالاعمال فى وقت نشاطكم وفراغ
قلوبكم بحيث يستلذون العبادة ولا تسأموا وتبلغوا مقصدكم كما ان المسافر
الحاذق يسير فى هذة الاوقات ويستريح هو ودابته فى غيرها فيصل المقصود بغير
تعب
وعن عائشه رضى الله عنها ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال :
اذا نعس احدكم وهو يصلى فليرقد حتى يذهب عنه النوم فان احدكم اذا صلى وهو ناعس لا يدرى لعله يذهب يستغفر فيسب نفسه --متفق عليه
وعن ابى محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص رضى الله عنهما قال :
اخبر النبى صلى الله عليه وسلم انى اقول :
والله لأصومن النهار ولأقومن الليل ما عشت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
انت الذى تقول ذلك ؟
فقلت له : قد قلته بأبى انت وامى يا رسول الله
قال : فانك لا تستطيع ذلك فصم وافطر ونم وقم وصم من الشهر ثلاث ايام فان الحسنة بعشر امثالها وذلك مثل صيام الدهر
قلت : انى اطيق افضل من ذلك
قال : فصم يوم وافطر يومين
قلت : فانى اطيق افضل من ذلك
قال : فصم يوم وافطر يوم فذلك صيام داود صلى الله عليه وسلم وهو اعدل الصيام
فقلت : فانى اطيق افضل من ذلك
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا افضل من ذلك
قال : ولأن أكون قبلت الثلاث ايام التى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب الى من اهلى ومالى
وفى روايه اخرى
--الم اخبر انك تصوم النهار وتقوم الليل
قلت : بلى يا رسول الله
قال
: فلا تفعل صم وافطر ونم وقم فان لجسدك عليك حقا وان لعينك عليك حقا وان
لزوجك عليك حقا وان لزورك عليك حقا وان بحسبك ان تصوم كل ثلاثة ايام فان لك
بكل حسنة عشر امثالها فان ذلك صيام الدهر
فشددت فشدد على
فقلت : يا رسول الله انى اجد قوة
فقال : صم صيام نبى الله داود ولا تزد عليه
قلت : وما كان صيام داود ؟
قال : نصف الدهر
فكان عبد الله يقوم بعدما كبر : يا ليتنى قبلت رخصه رسول الله صلى الله عليه وسلم